أشياء فاتتني أنا أيضاً..

كتب فادي تدوينة بعنوان أشياء فاتتني..قائمة رغبات ولدتْ ميتة، وسأل في نهايتها عن الأحلام المؤجلة لنا، فأحببت أن أجيب عن سؤاله وأكتب عن أمنياتي التي ملكت نفسي في وقت ما من حياتي وأصبح معظمها في عداد المستحيل.

الأمنية الأولى: أن أصبح لاعبة كرة قدم محترفة

وهي أمنية قد تبدو غريبة لكل من يعرفني، لكن نعم قضيت سنوات عديدة لا أفعل شيئا إلا لعب الكرة ومتابعتها ومشاهدة البرامج السياسية، كانت تلك جل اهتماماتي لأربع أو خمس سنوات كاملة. بدأت علاقتي بالكرة منذ بطولة أمم إفريقيا عام 1998 والتي فازت بها مصر، ثم بطولة كأس العالم في نفس العام والتي فازت بها فرنسا زين الدين زيدان. ثم تطورت علاقتي بالكرة في قلب الصحراء، فلعبت مع أطفال الجيران ومزقت ملابسي ودمرت أحذيتي حتى يأست أمي فطلبت مني أن ألعب بدون حذاء، ففعلت! وجرحت قدماي فعدت لارتداء الأحذية مرة أخرى. وفي إحدى المرات لعبت مع أبي واثنين من أصدقاءه وابن لوحد منهما، فأخبرني أحدهما مازحا أن مدرب المنتخب المصري إن رآني فلن يفرط في لعبي معهم. تمنيت لو كانت هناك أندية وقتها في الإمارات بها فريق كرة نسائية، لكن لم يكن وبقيت علاقتي بالكرة علاقة متابعة قلت مع الوقت وتشجيع لفريقي المفضل.

الأمنية الثانية: الالتحاق بكلية الإعلام

كانت تلك رغبتي منذ المرحلة الإعدادية، لكن بعد انتهائي من المرحلة الثانوية بدأت حرب ضروس في منزلنا، قادتها أمي وتكون جيش العدو فيها من كل من نعرف ومن لا نعرف من البشر، كانت الكلمة الأبرز على ألسنتهم حرااااااام تضيعي مجموعك، كأني إن درست شيئا أحبه سألقي بنفسي من برج القاهرة. ثم لعبت أمي على وتر حساس وهو ميلي للصمت، قالت وكانت محقة أن هذه المهنة تحتاج أشخاص اجتماعيين يحسنون تكوين العلاقات، وكان هذا قبل الثورة والانفتاح الذي تلاها. أنظر الآن وأقول لا بأس فيما حدث، لكنني وقتها مررت بأزمة كبيرة، شعرت أنني خسرت حلمي الذي بنيته طيلة أعوام عديدة، وما كان كان!

الأمنية الثالثة: الرسوب في عامي الجامعي الأول

هذه أمنية مترتبة على الحلم الضائع السابق، فقد حاولت جهدي أن أرسب في العام الجامعي الأول، ومازلت لا أفهم حقيقة كيف لم يحدث هذا؟. أذكر في امتحان الكيمياء التحليلية وكان امتحان نصف العام فيها بعد عيد الفطر، أذكر مشهد ركوبي المترو للجامعة رفقة صديقة الفشل حينها رضوى والتي كانت تتمنى دخول كلية فنون جميلة، نجلس ومعنا كتب التحليلية تسألني ذاكرتي فأجيب قرأت الكتاب الصغير، وكان المطلوب مذاكرته كتابين إحداهما كبير والآخر أقل من ثلث الأول. أخذنا المترو للامتحان زالذي كان سهلا على ما يبدو ورسبت فيه لكن بفارق بسيط من الدرجات عوضوه لي بدرجات الرأفة، وليتهم رأفوا بي وجعلوني أرسب وأجد المبرر للانتقال لكلية أخرى حينها.

الأمنية الرابعة: العمل كمراسلة رياضية

تجمع هذه المهنة كل ما أحببته، السفر والانتقال، والرياضة، والإعلام. لكن كما نعرف من الأمنيات السابقة، أنا هنا خلف الشاشة أخط كلماتي عن أمنياتي السابقة من خلال أزرار سوداء مربعة توهمني بالإمكانية وأنا أعرف الاستحالة.

نُشر بواسطة رنا صلاح سالم

إنسانة بسيطة.. تعرف من الحياة بقدر ما آمنت، وبقدر ما عاشت، وبقدر ما اطلعت..

3 آراء على “أشياء فاتتني أنا أيضاً..

أضف تعليق